من النفاق الاجتماعي إلى النفق المجتمي



في كل مناسبة يثور فيها نقاش مفتعل حول الحريات الفردية يحاول بعضهم أن يَسِمَ ويصف كلَّ المجتمع بالنفاق. ثم يُعطي مثالا على ذلك فيقول: إذا سألتَ أحدهم عن الزنى فسيقول لك مباشرة : هو حرام. لكنه بعد ذلك لا يتورع عن الوقوع فيه. أليس هذا نفاق اجتماعي؟ سؤال محرج !
سينتفي الحرج إذا حدّدنا وظيفتنا وأظهروا وظيفتهم اتجاه هذه الحالة، كيف؟
نحن سنقول للمُبتلى: مادمت تشهد أن هذا الفعل حرّمه دينك فاقلع وارجع إلى نقاء فطرتك ولك فيها عوضا عن الحرام.
وهم يقولون للمُبتلى: ما دمت لا تستطيع التوقف عن "الحرام" فلا تعتبره حراما، بالثورة على تقاليدك البالية، ولتتمتّع بلذاتك إلى نهايتها.
وفي النهاية سنكون أمام نموذجين:
إما إنسان «يقاوم» غرائزه لكي يقف على التوازن الفطري ويبقى في مقاومته "التربوية" حتى يصير آدميّا حرّا من كل عبودية لغير الله.
أو إنسان «استسلم» لغرائزه وألقى بنفسه في جميع مطالبها، وحتى التي يتعدى بها على حقوق غيره،... وبذلك سيكون أمامنا انسان عبدٌ لهواه وغرائزه.
فمن يحرر الإنسان ؟ منهاجنا التربوي أو منهجيتهم العقلانية؟
بهذا المنهاج يمكن أن نفهم بعضا من دروس هذا المثال النبوي العظيم..
عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: ((انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم... فقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها على نفسها فامتنعت، حتى ألمّت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت: اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة...))
عمل صالح + دعاء = فرج.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟