من النفاق الاجتماعي إلى النفق المجتمي
في كل مناسبة يثور فيها نقاش مفتعل حول الحريات الفردية يحاول بعضهم أن يَسِمَ ويصف كلَّ المجتمع بالنفاق. ثم يُعطي مثالا على ذلك فيقول: إذا سألتَ أحدهم عن الزنى فسيقول لك مباشرة : هو حرام. لكنه بعد ذلك لا يتورع عن الوقوع فيه. أليس هذا نفاق اجتماعي؟ سؤال محرج ! سينتفي الحرج إذا حدّدنا وظيفتنا وأظهروا وظيفتهم اتجاه هذه الحالة، كيف؟ نحن سنقول للمُبتلى: مادمت تشهد أن هذا الفعل حرّمه دينك فاقلع وارجع إلى نقاء فطرتك ولك فيها عوضا عن الحرام. وهم يقولون للمُبتلى: ما دمت لا تستطيع التوقف عن "الحرام" فلا تعتبره حراما، بالثورة على تقاليدك البالية، ولتتمتّع بلذاتك إلى نهايتها. وفي النهاية سنكون أمام نموذجين: إما إنسان « يقاوم » غرائزه لكي يقف على التوازن الفطري ويبقى في مقاومته "التربوية" حتى يصير آدميّا حرّا من كل عبودية لغير الله. أو إنسان « استسلم » لغرائزه وألقى بنفسه في جميع مطالبها، وحتى التي يتعدى بها على حقوق غيره،... وبذلك سيكون أمامنا انسان عبدٌ لهواه وغرائزه. فمن يحرر الإنسان ؟ منهاجنا التربوي أو منهجيتهم العقلانية؟ بهذا المنهاج يمكن أن نفهم ب