Articles

Affichage des articles du mars, 2015

لا تلاوم بين المتنازلين

Image
هذه بعض لاءات رئيس الحكومة المغربية منذ توليه للمسؤولية في مطلع سنة 2012: لا تعولوا عليّ للاعتراض على التوجهات الدبلوماسية لبلدي؛ لا تعولوا على أي كان، بعد الله سبحانه وتعالى إلا على أنفسكم يا أطباء الأسنان؛ لا تعوّلوا عليّ أن أتيكم بشيء غير ممكن، ولّا نْخربق عليكم يا مهاجرين؛ لا تعولوا عليّ للقيام بالشد والجذب مع الملك ومنازعته في الاختصاصات؛ لا تعولوا على الحكومة في محاربة الفساد ؛ لا تعولوا عليّ كثيرا لأجد لكم شغلا في الوظيفة العمومية؛ ...                    أعرف أنكم ستتذكرون المثل الشعبي : "حزموني و رزموني و ماتعولوش عليّ" أعرف أنكم ستقولون هذا هو "التنازل الديمقراطي عن الدستور" لكن السؤال الجوهري هو: إذا تنازلت الحكومة عن اختصاصاتها؛ إذا تنازلت الأحزاب عن مهامها؛ إذا تنازلت النقابات عن نضالاتها؛ إذا تنازلت المؤسسات "الدستورية" عن ممارسة أدوارها؛ ماذا سيبقى من ثوابت الدولة؟ ستبقى الأمة صاحبة السيادة، كيف تمارسها؟ بالإدمان على توضيح الواضحات، سيكون عملها إذن من المفضحات ! بالإصرار على تحميل العبد أخطاء سيده،

هل يتحمل الملك المسؤولية عن هذه الصفعة النشاز؟

Image
نقلت جريدة المساء، ليوم 26 مارس 2015، تصريحا لعضو نقابة الكهرباء، لحسن طبيب، جاء فيه : "اتفاقية 26 شتنبر التي تتعلق بتفويت أنشطة المكتب لفاعل وحيد اعتبرها طبيب بمثابة «الصفعة» التي صدمت الإدارة العامة للمكتب وفاجأت الأطر والمستخدمين،" المساء عدد 2640 إذا علم أن الاتفاقية التي يسميها عضو مكتب النقابة "بالصفعة" ويصفها رئيسه في نفس النقابة "بالنشاز" جرى التوقيع عليها بين مجلس مدينة البيضاء وشركة ليديك ومدير عام المكتب الوطني للكهرباء في حفل ترأسه محمد السادس، فإن تصريح ممثلي النقابة يَحمل ثلاث إقرارات هامة: 1- الملك يتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه الصفقة "النشاز والصفعة"! 2- الإدارة العامة للمكتب الوطني للكهرباء والماء صدمها كذلك هذا القرار! 3- نقابة الكهرباء تنوب عن الإدارة العامة في التعبير عن رفض مديرها العام علي الفاسي الفهري "للصفقة النشاز والصفعة" التي تعتبر في عنوان المساء : «قنبلة» تهدد القدرة الشرائية لآلاف الأسر بالبيضاء! أظن أنه وجب على من يهمه الأمر تقديم توضيحات للرأي العام.    تحقيق جريدة المساء من هنا :

عندما يخطب الشيطان في حب الرحمن

Image
فور خروج الدكتور الريق من الحجز المخزني كتبت هذه الخاطرة على عجل : خرج مصطفانا من الحجز. وأطلقْنا سراح المخزن من هذه القضية. أما إن المخزن قد كذبكم وسيعود. السطر الأخير، هو اقتباس من توجيه نبوي أورده البخاري في واقعة حقيقية حكاها أبو هريرة رضي الله عنه، عندما كلفه الرسول صلى الله عليه بحراسة زكاة الفطر، كان يجيئه شيطان في صورة شيخ فقير يسرق من الزكاة وذلك لثلاث ليالي متتابعة، ومع أن النبي المربي كان يحذر الصحابي أن السارق سيعود، فإن نفس الشيطان كذب على الحارس ثلاث مرات وفي اليوم الثالث علمه دعاء من القرآن (نعم الشيطان يعلم الصحابي الدعاء) لكي يطلق سراح ه   ! الفقهاء قالوا: أن النبي المربي أقرّ الصحابي على الدعاء، لكنه حذره أن السارق هو شيطان كذوب... وليس علامة كذبه أنه شيطان، لأن أبا هريرة كان يراه في هيئة رجل، ولكن لأنه سيعود لسرقة الزكاة. الزكاة في الأصل اللغوي : زيادة في الطهارة والنقاء. ودور شياطين الجن والإنس هو الأكل من تلك الطهارة وذلك النقاء، لأنهم يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا. ولأن المخزن شيطان المغاربة، فهو يأكل الزكاة وكذلك أنصبتها م

الخلافة "على منهاج النبوة" بين روسّو والعروي

Image
-1- نشر عبد الله العروي في سنة 2012 ترجمةً لكتاب جان جاك روسّو ”عقيدة قس من جبال السافوا “ وعَنونَه ” دين الفطرة “ . كتاب روسّو ظهر في سنة 1761، وهو في الأصل، تجميع لمواعظ (في الدين والحياة) كان يبوح بها قسّ لروسّو أثناء ” صحبتهما “ في جبال السافوا. والعروي لمّا كان يعرف أنه يترجم كتابا مثقلا بالمعاني الدينية و ” الروحانية “ التي تعاكس ” مفارقاته العقلية “ ، تعمّد أن يُفجع القارئ العربي بإشارتين، إذا جُمعتا تعطيان معنىً لنظريته في ” القطيعة مع التراث “ (وهو عند العروي مصادر الدين وغيرها)، ثم الانخراط الواعي ضمن ما يسميه ”المتاح للبشرية جمعاء “ . قال العروي في مقدمة كتاب روسّو: -         بعد هذه المرحلة الفاصلة (الاكتشافات العلومية) أصبح من العبث التنقيب عن توافق في الجزئيات .. بين مفكر غربي وآخر إسلامي. -         لكن من الواضح أن معلوماته (روسّو) حول الإسلام كانت جد محدودة.. ما يقوله روسّو عن الإسلام هامشي، بقدر ما هو هامشي ما يطابق من كلامه خطاب المصلحين المسلمين. انتهى كلام العروي. تأملوا معي في هذا النص الذي خطّه روسّو في سنة 1762، وانظروا هل حقا معلومات رو

امرأة القرن، لماذا؟

Image
صحّحوني إن أخطأت، فإني لم أجد في أوراق تاريخ المغرب خلال مائة عام الأخيرة، سيرة امرأة أعلن ضدها الحكم حربا شعواء على مرأى من الأمة. نعم هنالك مُجاهدات، مناصرات لقضايا المغرب، شهيدات في معركة تحرير المغرب (التي لم تكتمل بعد)، ... تقبل الله أعمالهن في الصالحات.   وجدتُ فقط نموذجا واحدا لامرأة قالت أمام الدنيا: هذا النظام لا أريده. [1] وظلت شامخة بقناعتها غير المُقنّعة رغم المحاكمات، رغم "غزوات" تشويه السمعة التي بها أراد عنترهم قتل السيدة معنويا، ورغم "حروب" المخابرات البليدة التي استعملت فيها كل الأسلحة المحرمة أخلاقيا، فكانت النتيجة أن كفى الله أَمَتَه وصانها ثم بعد حين عاقبهم بجزاءٍ من جنس جريرتهم. قال الناطق باسم الحكومة آنذاك: "هناك تصريحات تخالف عمق ما تؤمن به الأمة المغربية ولذلك من الطبيعي أن تكون هناك مساءلة من خلال النيابة العامة لكل الأطراف المشاركة". وأمهل القدر هذا "الشيوعي" ستة سنوات ليرى بأم عينيه آلاف الشباب والنساء والرجال يصرحون في الشارع العام بنفس تصريح ندية ياسين: "هذا النظام لا نريده".. ومرة أخرى سينطق ص