Articles

Affichage des articles du août, 2016

الدون كيشوط والمملكة السوداء

Image
بطل حكايتنا ليس هو صاحب دي لا مانتشا محارب طواحين الهواء، إنما هو دون كيشوط الموظف في المملكة السعيدة. لم يكن فقط موظفا في جباية الضرائب، بل كان خادما من خدّام الدولة الأوفياء والمُحِبّين الصادقين للملك، بحيث كان لا ينام حتى يتبتل كل ليلة إلى العليّ القدير أن يحفظ مولاه الملك. في أحد الأيام نهض دون كيشوط مفزوعا من نومه وجبينه يتصبب عرقا فبدأ يُحوقل حتى استفاقت زوجته. ولمّا أخبرها بسبب فزعه نصحته بأن يتوجه فورا إلى صديقه الحكيم قبل طلوع الفجر لعلّ الأمر لا يحتمل التأخير. أخبر دون كيشوط صديقه الحكيم بأنه رأى حُلما مفزعا لمرّات عديدة : رأى وكأن المملكة السّعيدة أصبحت سوداءَ مظلمةً. وأوّل الحُلم بأن خطرا يتهدّد المملكة أو الجالس على عرشها. لذلك هو خائف ومفزوع. شاركه الحكيم في تأويل الحُلم وقال له : ألم تكن طيلة حياتك تتمنى مقابلة الملك؟ هذه فرصتك ! كيف أنْعَم بالدخول إلى حضرة مولانا وقد غيّروا شروط الدخول إلى قصره العامر ؟ قال له الحكيم : لعلّك تقصد الظهير الذي أصدره الملك لاستقبال خدّام الدولة، والذي يشترط أن يُقْسم المُرشّح، قبل دخول القصر، أمام هيئة من كبار رجال الد