ثورة بوحمارة
من سيكلف نفسه عناء القراءة والبحث عن واقعة جرت قبل 114 عام ووضع لها مؤرخو المخزن هذه الصفة المقززة : ثورة بوحمارة. هل تعلمون أن الشخص الذي وُصفت انتفاضته "بثورته بوحمارة" كان طالبا في الهندسة؟ لم يتوقف الأمر على تلك النعوت المشينة التي وضعها المخزن لهذا الطالب المهندس الذي ثار عليه في سنة 1902 ومن بينها: الفتان، الدعي، المارق، الدجال، الزنيم، الفاسد... بل تعدى ذلك إلى اتهامه بالعمالة لفرنسا أو للإمبراطورية العثمانية وغير ذلك من الفرضيات التي ناقشها المؤرخ الأمريكي إدموند بورك ولم يجد لها من أدلة مادية حقيقية تستند عليها، بل أرجع التمرد إلى الأخطاء الفادحة للسلطان الغلام الذي ورث البلاد مع لـُعب الأطفال. لست بصدد الانتصار لروايةِ طرفٍ ضد طرفٍ آخر، وهذه مهمة المؤرخين الأحرار، وأين هم؟ لكنني ألمح فقط إلى خبث خطير نفثه المخزن في كتب التاريخ وفي مراسلاته السلطانية لإبعاد الفضوليين وحتى النبهاء كي لا يتعرفوا على حقيقة الوقائع ودروس تاريخهم، ثم لتأتي المناهج التعليمية "الماكرة" لتكمل البقية الباقية فيتقزز الشعب ويتنكر أبناءه لتاريخهم المزور. هل قرأتم