Articles

Affichage des articles du octobre, 2016

ثورة بوحمارة

Image
من سيكلف نفسه عناء القراءة والبحث عن واقعة جرت قبل 114 عام ووضع لها مؤرخو المخزن هذه الصفة المقززة : ثورة بوحمارة.     هل تعلمون أن الشخص الذي وُصفت انتفاضته "بثورته بوحمارة" كان طالبا في الهندسة؟ لم يتوقف الأمر على تلك النعوت المشينة التي وضعها المخزن لهذا الطالب المهندس الذي ثار عليه في سنة 1902 ومن بينها: الفتان، الدعي، المارق، الدجال، الزنيم، الفاسد... بل تعدى ذلك إلى اتهامه بالعمالة لفرنسا أو للإمبراطورية العثمانية وغير ذلك من الفرضيات التي ناقشها المؤرخ الأمريكي إدموند بورك ولم يجد لها من أدلة مادية حقيقية تستند عليها، بل أرجع التمرد إلى الأخطاء الفادحة للسلطان الغلام الذي ورث البلاد مع لـُعب الأطفال. لست بصدد الانتصار لروايةِ طرفٍ ضد طرفٍ آخر، وهذه مهمة المؤرخين الأحرار، وأين هم؟ لكنني ألمح فقط إلى خبث خطير نفثه المخزن في كتب التاريخ وفي مراسلاته السلطانية لإبعاد الفضوليين وحتى النبهاء كي لا يتعرفوا على حقيقة الوقائع ودروس تاريخهم، ثم لتأتي المناهج التعليمية "الماكرة" لتكمل البقية الباقية فيتقزز الشعب ويتنكر أبناءه لتاريخهم المزور.  هل قرأتم

التاريخ لا يعيد نفسه

Image
وإن تشابهت الأحداث بين الماضي والحاضر، فهو ليس دليلا علميا على أن التاريخ يعيد نفسه. هذه المقولة مترجمة عن الفرضية الأجنبية التالية: " l’histoire se répète "، وتأتي عادة في سياق التشاؤم والهزيمة، كما كتب شاتوبريان في ذكريات من وراء القبر: " التاريخ يعيد نفسه، فهو ليس إلاً تكراراً للحقائق نفسها وإن اختلف الناس والزمن ". وجاء تصريحه هذا تعقيباً على ما قدّمه من تماثل بين الإطاحة بالإمبراطور نابليون الأول والإمبراطور نيرون الروماني. فرضية " التاريخ هو إعادة أبدية " تُـنسب إلى المؤرخ اليوناني ثوسيديديس Thucydides الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد، واستدعاها مجموعة من الفلاسفة والمؤرخين. وترتبط أكثر استعمالاتها بظروف الهزائم والتشاؤم النفسي، وليست مفاجأة أن نجد الفيلسوف المتشائم نيتشه من روادها الكبار. ونقع على هذا المعنى عند كارل ماركس في قولته: " التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة ". وقد تميل الفرضية إلى تطرف آخر عندما تنزع عن الإنسان كل تأثير في مجرى الأحداث فيتحول "الفاعل" مفعولا به، كما قال مارتن لو