مأزق الحوار الاجتماعي بالمغرب
لم يولد الحوار الاجتماعي في التجربة المغربية ولادته الطبيعية ولم يترعرع في مجال علاقات الشغل الجماعية، سواء عندما تكون الدولة هي المُشغل أو أصحاب الأعمال، وإنما شقّت له الدولة سُبلا على هامش حلبة صراعها وترويضها للقوات الشعبية والتي تمثلها في مجال الشغل النقابات المركزية التاريخية. الحوار الاجتماعي كاصطلاح سياسي يظل جديدا نسبيا فهو لم يجد طريقه إلى الخطاب الرسمي إلا في سياق الجفاف ! ، نعم هكذا ربط الملك الراحل بين ظاهرة طبيعية وأخرى اجتماعية لكونه أعرفُ الناس بقانون السببية بينهما، حيث قال الحسن الثاني، في خطاب 16 ماي ! 1995 : « إني أعتبر أن سَنة الكارثة الوطنية هذه الناتجة عن الجفاف ستكون عابرة إن شاء الله، أما الحوار الاجتماعي فهو عنصر أساسي في تفادي الجفاف السياسي والاجتماعي والصناعي والفلاحي ... وهذا الحوار لا ينبغي أن يكون مرتبطا بهذه الواقعة أو تلك بل يجب أن يكون ملازما لنا حتى لو اقتضى الحال أن يلتقي الناس ويقولون ليس لنا ما نقوله فإلى اللقاء ... سأتكفل شخصيا بأن يستمر هذا الحوار بين جميع المعنيين في عالم الشغل وعالم المشغلين ولكن أقول أن هناك عنصرا أساسيا كذلك ينقص