لا تلاوم بين المتنازلين



هذه بعض لاءات رئيس الحكومة المغربية منذ توليه للمسؤولية في مطلع سنة 2012:
لا تعولوا عليّ للاعتراض على التوجهات الدبلوماسية لبلدي؛
لا تعولوا على أي كان، بعد الله سبحانه وتعالى إلا على أنفسكم يا أطباء الأسنان؛
لا تعوّلوا عليّ أن أتيكم بشيء غير ممكن، ولّا نْخربق عليكم يا مهاجرين؛
لا تعولوا عليّ للقيام بالشد والجذب مع الملك ومنازعته في الاختصاصات؛
لا تعولوا على الحكومة في محاربة الفساد ؛
لا تعولوا عليّ كثيرا لأجد لكم شغلا في الوظيفة العمومية؛
...                   
أعرف أنكم ستتذكرون المثل الشعبي : "حزموني و رزموني و ماتعولوش عليّ"
أعرف أنكم ستقولون هذا هو "التنازل الديمقراطي عن الدستور"
لكن السؤال الجوهري هو:
إذا تنازلت الحكومة عن اختصاصاتها؛
إذا تنازلت الأحزاب عن مهامها؛
إذا تنازلت النقابات عن نضالاتها؛
إذا تنازلت المؤسسات "الدستورية" عن ممارسة أدوارها؛
ماذا سيبقى من ثوابت الدولة؟
ستبقى الأمة صاحبة السيادة،
كيف تمارسها؟
بالإدمان على توضيح الواضحات، سيكون عملها إذن من المفضحات !
بالإصرار على تحميل العبد أخطاء سيده، سيكون ذلك من الملهيات !
بالإنتظار حتى يتوب إبليس، سيكون هذا العشم من المشقيات !
يا أمة، يا صاحبة السيادة،
ماذا تفعلين إذا تنازل طوعا، من يدّعون تمثيلك، عن إراداتك لصالح : الليفياثان ، التنين ، المخزن...؟
سيبقى لك خياران فقط :
إما الإعتراف علانية بأن الليفياثان لا يمثلك.
أو الإعتراف بأنك تنازلت كذلك عن سيادتك لصالح الليفياثان.
وفي هذه الحالة لا تلاوم بين المتنازلين !

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟