عندما يخطب الشيطان في حب الرحمن

فور خروج الدكتور الريق من الحجز المخزني كتبت هذه الخاطرة على عجل:
خرج مصطفانا من الحجز.
وأطلقْنا سراح المخزن من هذه القضية.
أما إن المخزن قد كذبكم وسيعود.
السطر الأخير، هو اقتباس من توجيه نبوي أورده البخاري في واقعة حقيقية حكاها أبو هريرة رضي الله عنه، عندما كلفه الرسول صلى الله عليه بحراسة زكاة الفطر، كان يجيئه شيطان في صورة شيخ فقير يسرق من الزكاة وذلك لثلاث ليالي متتابعة، ومع أن النبي المربي كان يحذر الصحابي أن السارق سيعود، فإن نفس الشيطان كذب على الحارس ثلاث مرات وفي اليوم الثالث علمه دعاء من القرآن (نعم الشيطان يعلم الصحابي الدعاء) لكي يطلق سراحه !

الفقهاء قالوا: أن النبي المربي أقرّ الصحابي على الدعاء، لكنه حذره أن السارق هو شيطان كذوب... وليس علامة كذبه أنه شيطان، لأن أبا هريرة كان يراه في هيئة رجل، ولكن لأنه سيعود لسرقة الزكاة.

الزكاة في الأصل اللغوي : زيادة في الطهارة والنقاء.
ودور شياطين الجن والإنس هو الأكل من تلك الطهارة وذلك النقاء، لأنهم يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.

ولأن المخزن شيطان المغاربة، فهو يأكل الزكاة وكذلك أنصبتها من ثروة الأمة، كما يسرق الطهارة والنقاء ويشيع الرذيلة ويقنّنها، بأيدي حماة الدين هذه المرة، ويوزع الجوائز على المتفننين في عرض الرذائل والأمراض على الشعب المسلم في "أبهى" صورة لكي لا يرى الشعب رأس الشيطان فيها.

ثم هو شيطان لأنه.. سيعود.

فقط يوم واحد، ثم يعتقل صحافي بنفس الطريقة : مداهمة شقته وتعذيبه عاريا قبل اقتياده لكومسارية، ... إلى عدالة الشيطان !
ثم تجتهد صحافة الشيطان، لتساهم في شيوع الفاحشة على وجه صباحهم المظلم.

أما الموضوعي جدا من القوم 1، فإنه يشكر الشيطان لأنه يحافظ للعدل والإحسان على موقعها في الكُمون حتى تسقط الحكومة فيجد الشيطان قطعا للغيار... عبث في عبث.
ودليل صاحبنا الصحافي في هذا الاختراع هو الملاحظة التالية: " لماذا ستسعى السلطات إلى تشويه صورة الجماعة وهي شبه غائبة، خاصة في الملفات الاجتماعية؟"
ودليلنا في ردّ هذا الاختراع غير البريء هي الوقائع التالية:
-         عندما حوربت الجماعة في 2006 كان تعليل وزارة الداخلية، أن الجماعة بسبب تكثيف أنشطتها وضعت نفسها خارج القانون....
-         عندما حاول الشيطان تشويه سمعة العفيفة الندية لم يفعل ذلك لأن أمها الجماعة كانت شبه غائبة، ولكن لأن السيدة ياسين قالت هذا النظام لا نريده...
-         عندما قتل الشيطان وعذب بعض شبابنا، فإنه لم يفعل ذلك لأن أمهم الجماعة شبه غائبة، بل لأنهم احتضنوا ملفات الشعب الاجتماعية، النقابية والشبابية والنسائية، حينما استرزق بها غيرهم...
-         ثم أخيرا، أمام المخزن جماعات كثيرة تتقرب إلى السلطات بتغييب الملفات الاجتماعية فلماذا لا تريد السلطة الحفاظ على مكانة هذه الجماعات وسط الشعب، حتى إذا  وجدت هذه السلطة نفسها في ورطة لجأت إلى شعبية هذه الجماعات؟

لنفترض أن نظرية صاحب المجهر هي النظرية الصحيحة، فهؤلاء هم بنفس منطقه المعتلّ يجب أن يشكروا الشيطان لأنه يُعدّهم ليلعبوا أدوارا في المستقبل.

هل يجب أن نشكر الذي يحارب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تفضح بعض أفعال الشيطان، الذي يحارب الصحافيين الأحرار الذين احتفظوا بأفواههم في وجوههم ولم يبيعوها للشيطان، الذي يحارب أصحاب الدين والفكر والفن غير الشيطاني...

يا قوم هؤلاء زكاة هذه الأمة، فاحرسوها ولا تتركوا الشيطان يسرق منها ولو ادّعى أنه يخاطبكم بالدين أو يعول المساكين، فإنه كذوب وسيعود.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟