الدائرة الخبيثة

يا أبا علان : خالف الجميع ...
أعلن غضبتك على رحمة الدين،
على منطق الدين،
على كل الدين...
وابقى تُخالف حتى تُعرف،
لأن إعلام المخزن سيُحذّر منك،
يُؤلّب ضدك، يستعدي مَن حولَك ...
حتى يَتعرف عليك أبناء بلدك.  
قد يسجنك،
قد يعذبك...
لكنه حتما سيُغدق عليك في معتقلك،
ويرعاك في مراجعاتك،
ثم يُعرّف الناس بتوبتك وحوبتك ورجوعك إلى دين أولياء نعمتك.
ثم يُرحب بك إعلام المخزن بعد توبتك،
لكن المخزن يأبى التوبة ويعضّ على نهجه بالنواجذ.
الآن أنت مشهور،
مطلوب في الندوات في القنوات وفي المؤتمرات الدولية،
لتسويق «الاسلام المغربي» ... نموذج ناجح لضبط «الحقل الديني»..
هل كنتَ لتصل إلى ذلك لولا تطرّفك الأول في بداياتك؟
من يشجع التطرف إذن؟
هو من يفتح هذه السبيل ويغلق ما عداها،
هو من يريد الإرهاب،
يسترزق بالإرهاب،
يطلب الدعم لمحاربة الإرهاب،
يقدم استبداده ضمانا لمجابهة الإرهاب...
ثم يكتشف الناس بعد سقوط الاستبداد
أن المخزن هو من كان يقول لأبي علان:
« خالف الجميع ... أعلن غضبتك على رحمة الدين، على منطق الدين، على كل الدين »...
أما أنت يا أبا علان،
يا مفوه يا فنان!
أبشر، فلك شُهرتان،
شهرةٌ اليوم عندما سَلّمت رقبتك للبهتان،
وشهرة على رؤوس الأشهاد غدا عند الميزان،
ورقبتك بين يدي العليم الديان.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟