سيف من الشمع !

عندما تعيد قراءة مساهمات أحمد الشرعي (صاحب الأحداث، لوبسرفاتور، ميدراديو..لالة مولاتي) قبيل انتخابات 25 نونبر 2011 على تسريبات كولمان، سيظهر بجلاء مستوى العداء لمشروع حزب العدالة والتنمية.
وهذا طبيعي عند من يفكر بعقلية الماما العلمانية، لكن غير الطبيعي أن يتحول العداء إلى تفهم ثم تفاهم ثم تشجيع ... ولمَ لا، إلى حب... قال أنا أحبك، قالت ولا أنا... !
أن يحاول الشرعي تبديد المخاوف من "انتكاسات" التجربة المغربية فهذا مُتفهم، لكن أن يدافع عن انجازات الحكومة الملتحية بإزاء شواهد ترضي لالة مولاتي فرنسا وتُكتب في صحيفة مغربية فهذا هو العجب.
ليست الغرابة من منطق أحمد الشرعي، ولكن الغرابة ممن لا زالوا ينتظرون شيئا "جميلا" من هذه الحكومة وهذه الجماعات الترابية.
كتب صاحب الأحداث في الصفحة الأولى على جريدته مرافعة لصالح تجربة العدالة والتنمية، سماها "خطاب غير مبرر"، وهو الخطاب الذي بدأ يروج ضد بنكيران في "صالونات بورجوازية الريع" كما قال هو.
ما هي حججه َلكي تطمأن صالونات الريع البورجوازي، بأن تجربة العدالة والتنمية هي في صالح أصحاب الصالونات وليس ضدهم؟ هذه بعضدها مما تسمح به جريدة تكتب بلغة الضاد أما ما يقال بلغة الصالونات فلا طاقة للشعب بسماعه:
- انتصار العدالة والتنمية نسبي ولا يهدد توازنات الدولة..
- تجربة العدالة والتنمية أعطت شواهد كثيرة في حسن السيرة والسلوك منذ 2003..
- هندسة المؤسسات مصممة بطريقة تمنع على أي حزب تطبيق برنامجه الخاص..
- سلطة الجماعات المنتخبة ضعيفة أمام سلطة الولاة، وهم الضامنون لمصالح المستثمرين (أصحاب الصالونات)..
- برهنت العدالة والتنمية عن كفاءة عالية في فهم معادلة السلطة، وفي التأقلم معها..
- بدليل، يقول الشرعي، أن بنكيران ملكي أكثر من الملك، وأنه تنازل عن صلاحيات "ممنوحة" له كرئيس حكومة..
- خطاب بنكيران شعبوي، وأفعاله ضد الشعب : لأنه نجح بشجاعة في "إصلاح" المقاصة، ويستعد لـ "إصلاح" صناديق التقاعد (يقول الكاتب: المؤلم للأجراء)..
- برنامجه ليبيرالي، لأنه يستعد لخوصصة الصحة والتعليم..
- فضل الاستدانة عوض إثقال كاهل الشعب بالضرائب، (هذه الجملة تغيرت لتتناسب مع جمهور العربية، فكلمة "الشعب" هنا تعني أصحاب الصالونات ذات الريع البرجوازي)..
انتهت مرافعة صديق ياسين المنصوري، وتبين لمَ لا يجب أن يخافوا من الحكومة والعموديات الملتحية..
لمَ يجب على العدالة والتنمية أن تبرهن بتنازلات سياسية جديدة أنها أهلا للثقة..
ومزيدا من القرارات لا شعبية ..
أما الكلام فليكن شعبويا..
ماذا يخسرون بعنتريات اللسان؟ !

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟