الأستاذ الريسوني: الحكم الراشد هو المُحصَّن بالعدل الإحسان.

في مقال جديد للأستاذ الريسوني يحمل عنوان "العلامات الفارقة بين الحكم الراشد والحكم الفاسد " نشر في موقعه بتاريخ 18 شتنبر 2015، يقدم الفقيه المقاصدي عناصر التفريق بين الحكم الراشد والفاسد بإزاء نصوص شرعية حاول تنزيل مقتضياتها على واقع حكام العرب والمسلمين.
تتمحور العلامات الفارقة على شرطين: الشورى في الوصول إلى الحكم، والعدل والإحسان في تدبير هذا الحكم... وهي أفكار جريئة من الأستاذ تقترب من نظرية المنهاج السياسي للإمام عبد السلام ياسين.
سمات الفساد
من بين سمات الحكم الفاسد، يذكر الأستاذ هذه الإشارات التي تحمل معنى واضحا في الواقع المغربي، حيث يقول:
- الحكام الذين يطلبون الحكم ويحرصون عليه، ويُحصلونه ويحصنونه بكل السبل الممكنة، ويعتبرونه مغنما ومكسبا وفوزا هم حكام فاسدون؛
- من يتولون الحكم على كُره من الناس، بغصب أو قوة أو وراثة () حكام فاسدون؛
- من يستبدّون بتلك الأمور ويحصرون تدبيرها في أفرادهم وخواص أعوانهم وشركائهم حكام فاسدون؛
- من يتصرفون في الأموال العامة على مقتضى أمزجتهم وعلاقاتهم ومصالحهم الخاصة هم حكام فاسدون... ومن شواهده : الاغتناء الشخصي والعائلي للحكام وذويهم، من خلال الأخذ من المال العام، ومن خلال امتيازات وإعفاءات غير مشروعة لفائدة أعمالهم التجارية والصناعية والزراعية ()... ومن شواهده: اتخاذ صناديق سود تكون تحت تصرف الحاكم بلا حسيب ولا رقيب، ويكفيها قبحا وصفها بالسود ().
عصيان الفساد
وإزاء هذه السمات يقدم الشيخ رأي الشرع في التعامل مع هؤلاء الحكام الفاسدين وهو عدم استحقاقهم لطاعة الأمة، فيقول:
وقد تكررت التنبيهات النبوية على أن الخلفاء والأمراء الذين سيتولون على المسلمين، منهم الصالحون ومنهم الطالحون، ومنهم الراشدون ومنهم الفاسدون، ومنهم من يستحقون الطاعة ومنهم من لا يستحقونها.
فمن ذلك:
- في صحيح مسلم وغيره عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع. قالوا أفلا نقاتلهم قال: لا ما صلَّوْا”.
وفي رواية لأبي داود “فمن أنكر بلسانه فقد برئ، ومن كره بقلبه فقد سلم، ولكن من رضي وتابع”.
- وفي شعب البيهقي عن سعد بن تميم رضي الله عنه قال: “قيل: يا رسول الله ما للخليفة من بعدك؟ قال: “مِثْلُ الذي لي، إذا عدل في الحكم، وقَسط في البسط، ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس مني ولست منه” (صححه الألباني في الإرواء – حديث رقم 1241).
رسالة الريسوني لمن؟
إزاء هذه الجرأة غير المسبوقة من الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، سيتسائل المتتبعون لحركية العمل الإسلامي في المغرب عن الدوافع الكامنة وراء هذا "التصعيد الديني" ؟
هل هو رد فعل عن الحصاد السلبي لتجربة العدالة والتنمية بعد الانتخابات الترابية؟
أم هي بداية تحول في الفكر السياسي للجناح الدعوي للحزب؟
أم هو مجرد رأي "نشاز" قد يُبعد الشقة بين الأستاذ وإخوانه؟
أو ربما يكون الجواب هو ... التجاهل.!

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟