سياسة التيئيس

ينجح الإستبداد في تجدره، عندما يقنعك بأن الشعب لا يستحق الحرية ولا الديمقراطية... ويصور لك الشعب، الذي هو أنت وأنا وأخي وجاري وعمتي وأبناء حارتي وقريتي..، أُناس بلداء وأميون ولا يفهمون في السياسة شيئا... وتجتهد أجهزة الإستبداد (في الصورة نموذجا) لتذكرك، حين تغفل، بأن هذا الشعب لا يستحق أحسن مما هو عليه.
هل جربنا فتح حوار مع الناس في العمل، في وسائل النقل الجماعية،... لنتأكد من مستوى الوعي الشعبي؟ لا تتسرع بالحكم على كل الأمة، بما تتوهمه بلادةً من بعض أعضائها، ربما الباعث في ذلك الريبة والتشكك الذي نجح المخزن في زرعه عبر قرون. وإلا لماذا لم تنجح آلة الزور الإعلامي من إقناع الناس بوضع ورقة في صندوق الانتخابات؟ وأمامكم النسب.
هذا نموذج لامرأة، التي يتم التسويق بكونها في درك الوعي الشعبي، حرة رغم أنها لم تتعلم وحوصرت في بيتها بدعوى الهروب من الفتنة لكن قولتها تستحق أن تكتب على أنظمة الجمعيات النسائية ذات المصداقية..
ذكر صاحب كتاب [الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى] ما يلي: "وَذكر أَن بعض عُمَّال الْمَنْصُور عدا على امْرَأَة من دكالة فَأخذ مِنْهَا أَمْوَالًا فَقدمت الْمَرْأَة على الْمَنْصُور بمراكش تَشْكُو لَهُ مَا نالها من عَامله فَلم يشكها وَلَا كشف ظلامتها فَخرجت إِلَى أَوْلَادهَا بِالْبَابِ وَقَالَت لَهُم : انصرفوا فَإِنِّي كنت أَظن أَن رَأس الْعين صَافِيَة فَإِذا بهَا مكدرة فَلِذَا تكدرت مصارفها".

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟