المخالطة الاجتماعية



في شهر أبريل من سنة 2008 نشرت جامعة كاليفورنيا دراسة علمية هذه خلاصتها: «تتعرض النساء اللاتي يمتلكن عددا أقل من تجارب العلاقات الاجتماعية للسكتات الدماغية بمعدل يصل إلى ضعفي معدل من يمتلكن عددا أكبر من العلاقات، بعد تسوية جميع العوامل الممكنة الأخرى »1.
العلاقات الاجتماعية هي نقيض العزلة الاجتماعية.

وتجارب العلاقات الاجتماعية ليست دائما جميلة وإيجابية لكنها، كيفما كانت، تبقى أفضل من تجارب العزلة، القاتلة.
العلاقات الاجتماعية صحية للبشر، لكن أفضل منها إن تطورت تلك العلاقات إلى ارتباطات إنسانية تكون مادتها : المخالطة.
فإذا كانت العلاقة تحافظ على حدود البنية الذاتية، فإن المخالطة تذيب/تكسر الحدود وتقوم بخلط الذوات في ذات واحدة، كما يوحي بذلك مصطلح : خلط
فـخلط الحليب بالقهوة يعطى شيئا جديدا لا هو أبيض ولا أسود، وكذلك المعادن وغيرها...
أذكر أن أحد الإخوة كان يحادث الأب المرشد بمنزله بمدينة سلا أمام رقعة من الزليج المغربي، فسأله المرشد2 ما الفرق بين هذه القطعة وتلك؟ قال الأخ: كلها زرقاء لكن هذه القطع أكثر زُرقة من هذه. فابتسم المرشد وقال: كل القطع هي من نفس اللون الأزرق، لكن هذه المجموعة اختلطت بقطع صفراء اللون فبانت لك أقل زُرقة. رحمك الله من معلم !
المخالطة كلها خير... وحتى لو تسببت لكَ ولكِ في الألم فإنها تربي فينا القدرة على الصبر؛ حالنا كمن يعاني في حمل الأثقال، في تمارين مستمرة ومؤدى عنها، لكي يربي قدرة الجسم.
لهذا كله: فالذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
وعندما نتطور عبر مخاطات معدنية من نفس العائلة.. سنتأهل للمخالطات الواسعة وإن كانت من عوائل بعيدة... وهي المعدن الأكبر اتساعا الذي يحمل اسم الناس أو الإنسان.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟