1437 باش ما تمنيتي إن شاء الله.



هكذا يبارك المغاربة لبعضهم بمناسبة السنة الجديدة. أما أنا فأمنيتي هي أن يرفع ربنا عن أمتنا هذا الحرج والهرج والمرج وأن يفتح لها باب « النجاة » من هذا "المكر العالمي الجديد" الذي تساهم فيه الأمة بسكوتها أو بانخراط فئة من المُحبطين منها في الهرج بدون بينة من طريق أو منهاج.
أمنيتي ليست أماني معسولة حالمة خرافية... إنها أمل مُتيقــّـن يدفع بقوة إلى العمل والفعل والاقتحام بإزاء دوافع الإيمان بالقدر الرباني الذي وعد أن تحيى هذه الأمة ولو بعد حين.
يغذي هذا الأمل أن الأزمات اشتدّت وبعد ذلك ليس إلا الانفراج؛
يغذي ذلك أن بعد العسر يسرا؛
يغذي ذلك أن الأمة بدأت تفتح عينيها على مصادر الأعطاب فيها؛
يغذي ذلك أن شبابها بدأ يستعيد زمام المبادرة؛
يغذي ذلك إصرار المقدسيين، رئة جسم الأمة، بعدم التفريط في فلسطين؛
يغذي ذلك ... أن الله يضرب طواغيتنا بسياط لعل أوضحها في عين الأمة الفضائح المتتالية...
بعد ذلك وغيره، أسمح لنفسي أن أبشركم أن الآية رقم «1437» في المصحف الشريف، بتجميع السور العشرة الأولى، قال فيها الحق عز وجل :
نوقن بالمآلات الربانية ولا نتوسل الأشكال المتغيرة بتغير العقلانيات.
نوقن بضرورة الأسباب ولا نتوسل المعجزات.
ولمن فهم من كلامي دعوة إلى الخرافة والخمول والانتظار أقول : لسنا أشرف من نبي الله نوح الذي تحكي عنه الآية السالفة، ولن ننال شرف البشارة الربانية حتى نتبع سنته عليه السلام في «منهاج الإصرار المتبادل».. حكى القرآن على لسان نوح عليه السلام: « قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)
رب إني أستغفرك .. يا غفار.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟