حوار لم ينشر



حوار لم ينشر ![1]

نينا كوزلوسكي: يوم 6 أبريل الأخير لم تشارك العدل والإحسان في المسيرات الاحتجاجية التي دعت لها كل من إ.م.ش وك.د.ش وف.د.ش، لماذا هذا التحول في موقفكم؟
رشيد بوصيري: قبل الإجابة عن سؤالكم، اسمحي لي أن أوضح شيئا مهمّا، أنا أصرح لك باسم القطاع النقابي الذي يؤطر أعضاء جماعة العدل والإحسان المنخرطون في النقابات والمسؤولون في هياكلها، لذلك سأحدثك فيما سيأتي بهذه الصفة، وأقول:
على العكس شاركنا في مسيرة 6 أبريل وقبلها مسيرة 27 ماي 2012 بالدار البيضاء التي دعت لها الكدش والفدش عندما وقع التقارب بينهما، ونشارك في كل المحطات التي تدعو لها النقابات وهذا طبيعي في سلوكنا النقابي اتجاه النقابات التي نحن منخرطون فيها، لذلك لم نغير مواقفنا. الذي وقع هو أننا في هذه المرة أعلنا دعمنا للإضراب العام ليوم 29 أكتوبر لأنه قرار غير عادي في سياق اجتماعي غير عادي، وكما لاحظتي أن بيان الدعم جاء موقّعا من طرف مكتب القطاع النقابي وليس من طرف مجلس الإرشاد.
سؤال: قبل إعلان مشاركتكم في الإضراب العام لـ29 أكتوبر هل باشرتم مفاوضات مع النقابات والحكومة؟
جواب: نحن لا نتفاوض داخل النقابات التي ننخرط فيها بل نناضل جنبا إلى جنب مع المناضلين من مختلف الأطياف السياسية. وهذه النقابات هي من يقوم بالتفاوض الوطني مع الحكومة، أو القطاعي مع أرباب العمل، وعلى كل حال فالتفاوض متوقف ووزير التشغيل علّق على هذه الأزمة بأن "التوقف هو في رأس النقابات" (le blocage est dans la tête des syndicats!
نحن نساهم مع كل الغيورين على الواقع النقابي في تطوير الفعل النقابي وندفع في اتجاه التقارب النقابي لأنه وحده يعيد القوة إلى الحركة النقابية ويرجعها إلى موقعها الجماهيري.
سؤال: ما هي مصالحكم التي تلتقي مع النقابات؟
جواب: إضافة لما سلف، مصالحنا هي الدفاع عن حقوق العمال والموظفين الذين يعانون من تراجعات خطيرة على مستوى مكاسبهم التاريخية، من قبيل الحق في العيش الكريم والتقاعد المناسبة وأن يتمتعوا بحقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وهذا لا ينسينا حق الوطن في السيادة على خيراته وثرواته التي يعبث بها مربع السلطة والمستفيدون من الوضع المتقدم في المغرب من مؤسسات مالية ورؤوس أموال أجنبية غير بريئة لأنها تبحث في فقرنا عن مخارج لأزماتها المالية.
سؤال: ماهي الأشكال التي ستأخذها مشاركتكم: إضراب شامل للعمال؟ مسيرة احتجاجية؟
مشاركتنا ستنضبط بخطة النقابات التي ننتمي إليها.
سؤال: كيف تنظرون إلى مواقف أحزاب المعارضة التي تعلن جميعها دعم النقابات؟
مبدئيا دعم الأحزاب السياسية للنقابات في معاركها، ومن أهمها الإضراب العام، أمر مفهوم، لكن غير المتفهم هو إعلان الحرب على المفعول والتنويه بالفاعل الحقيقي الذي يضع المخططات الاستراتيجية والبرامج التشغيلية، غير المتفهم أن أحزاب المعارضة – لا أعمم- بالأمس القريب كانت تتهكم على حكومة عجزت أمام مديرة القناة الثانية ولم تستطع تنزيل دفاتر تحملاتها للإعلام العمومي، هي نفس الحكومة التي يُطلب منها اليوم تدبير ملفات أكبر من دفاتر التحملات بأميال، لنقلها بصراحة: من يحكم في المغرب لا ينتقد ولا يحاسب ولا يناقش، إنه يقدس فقط.
سؤال : هل أنتم مستعدون للمشاركة مع الأصالة والمعاصرة للتأكيد على أن العدالة والتنمية لا يدير شيئا؟
جواب: كل المغاربة يعرفون أن هذه الحكومة لا تدير شيئا، كما الحكومات السابقة والحكومات القادمة إذا استمرت المعادلة السياسية بنفس قواعدها المقررة في دساتيرنا الممنوحة.
سؤال: هل سيكون لمشاركتكم في الإضراب العام تأثير على علاقتكم بالعدالة والتنمية؟
جواب: يبدو أن عناصر من حزب العدالة والتنمية منزعجون من مشاركتنا، على عكس موقفهم من مناضلي التقدم والاشتراكية حليفهم في الحكومة، والذين يؤطرون الإضراب العام في الاتحاد المغربي للشغل. هذا منطق غير مفهوم سيتبدد حتما عندما تهدأ الخواطر.
 



[1]  أجري هذا الحوار يوم 28 أكتوبر 2014 مع الصحافية نينا كوزلوسكي لصالح مجلة تيل كيل، ونشرت الصحافية أربع كلمات من الحوار أخرجتها من سياقها لتقول شيئا آخر غير ما أراده صاحب التصريح...!

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

خواطر على الهامش

التاريخ لا يعيد نفسه

الهجرة النبوية، بأي معنى؟